جوزف حرب .. وترجل فارس الأرض وفحلُها .
ــــــــــــــــــــــــــ
إن توحُد الشاعرُ مع العالم المحيط به , ومنح هذا العالم دهشته ورؤاه وحلمه وفتنتهُ , يجعله يحتضن هذا الوجود
" بالشهوة والجنون والرؤيا " ..
.. وحده "جوزف حرب " , قال إن هذه الدنيا بامتدادها ورقةٌ ناصعٌ بياضُها تسرُ الناظرين , ولكنها ليست للكتابة , بل للإفتتان بها , فمن راودها عن نفسها فسيفاجأ "بالإنكسار , والممحاة والبَري المؤدي للنهاية " ..
إن الحياة لديه تُملأ , لكن السُبل المؤدية لارتوائها "سرابٌ وعطش" .
^ " قايد الحربي " .
ــــــــــــــــــــــــ
في المعبدُ الكُحلي راقصةٌ , مَتَـى
نادت إليها العاشقينَ تُزارُ .
تَخفَى عليكَ , ففوقها ليلٌ , فإن
رفعتهُ , ماجَ بِمُقلتيكَ نهارُ .
مابينَ قنديلينِ من ذهبٍ , لها
خصرٌ يُوقعُ رقصهُ المزمارُ .
وكؤسُ حِبرٍ , عُتقت بدواتِها
إلا على الشُعراءِ ليسَ تُدار .
ــــــــــــــــــــــ
لبيروت من قلبي سلامٌ لبيروت
وقُبلٌ للبحرِ والبيوت لصخرةٍ كأنها وجهُ بحارٍ قديمِ
هي من روحِ الشعب خمرٌ
هي من عرقِهِ خبزٌ و ياسمين
فكيف صار طعمها طعم نارٍ و دخانِ
لبيروت مجدٌ من رمادٍ لبيروت
من دمٍ لولدٍ حُملَ فوق يدها أطفأت مدينتي قنديلها
أغلقت بابها أصبحت في السماء وحدها
وحدها و ليلُ .
أنتِ لي أنتِ لي أهٍ عانقيني
أنتِ لي رايتي و حجرُ الغدِ و موج سفرٍ
أزهرت جراح شعبي أزهرت
دمعة الأمهات
أنتِ بيروت لي أنتِ لي أهٍ عانقيني .
ــــــــــــــــ
لا تمنعُ الحدادَ وقفتهُ أمامَ
الكير مُلتهباً بهِ
حتى المساء
مِن أن يطالبَ كالجميع بحقهِ
في الدفئِ
أيامُ الشتاء
ــــــــــــــــــ
لا دورَ للشعراءِ إلا
أنهم
قد أشعلوا الفانوس ,
كي يُخرِجوا الكلِماتِ
نحو شموسها
مِن عَتمةِ القاموس
ــــــــــــــــــ
للقصرِ سيدةٌ تجاوزَ عُمرها زمَن
اكتشافِ النار . ضاجَعها جميعُ المجرمين
مِن الملوكِ , إلى الغُزاةِ ,
وكُلَ تُجارِ العصور
وأنجبَت فِتناً , مجاعات
خرائب
ضمها الفِرعونُ حتى أنجبت نيلاً
مِن القتلى بِمِصر . وانتشت بسريرِ ذي القرنينِ حتى
أنجبت آلامَ آثينا . ولفت نارَ فخذيها على نيرونَ
حتى أنجبت بين السيوفِ حريقَ روما . وارتوت في
ليلِها من خمرِ قامةِ دبشليم , وأنجبت في الهندِ
أكواخَ الجياعِ . ونامَ هولاكو على أجراسِ نهدَيها , فأدركها
المخاضُ على الفراتِ , وأنجبت غرقَى مِن الكُتبِ الثمينةِ .
عانقت شفتي يزيدٍ في دمشقَ , فأنجبت عطشَ الحُسينِ
بِكربلاءَ . وعندما عَرِيَت لِقيصرَ أنجبت فُقراءَ روسيا . ولما قَبَلت
بينَ الرمادِ صليبَ هِتلرِ أنجبت هذي الجنازةَ
فوقَ راحاتِ الشعوبِ , وكُل هذا الليلِ يرجعُ يعدَ موت الشمس .
ــــــــــــــــــــ
الريحُ السَكرى باردةٌ في الخارجِ
والناسُ نيام
والفجرُ امرأةٌ تَبكي , عِند جدارٍ
مُنتظر تنفيذَ كِلاب السُلطةِ في يافا
حُكم الإعدام
ـــــــــــــــــــ
ولي لُغةٌ من نساءٍ يُقلبُها الشاعرُ
الريحُ في , نُصُوصاً مِن السَحرِ والشهوات . ومِن بَعدُ ,
ما هِيَ إلا
حروف
ــــــــــــــــــــ
لَمت دواةُ الشمسِ كُلَ حُروفِها
البيضِ التي وقعت عَلى وَرَقِ التُرابِ , وحَيَكت مِنها
رِداءً , ثُم نامت
وتَغطت بالكَلام .
ــــــــــــــــــ
جاءَ
الغياب
لا تفتحُوا هذا الترابَ لكي
يُعانقني . فإن لم تعرفوا ,
عَرَفَ السحاب
أني أتيتُ كما أتيتُم . غيرَ
أني لن أعُودَ
إلى التُراب
ـــــــــــــــــــــ
لما عالباب يا حبيبي منتودع
بيكون الضو بعدو شي عم يطلع
بوقف طلع فيك و ما بقدر أحكيك
وبخاف تودعني و تفل و ما ترجع
ـــــــــــــــــــ