*
ضحكات متعالية من القريب , لم أهتم كالعادة رغبةً في "هذا التوحد مع هذا المحب الغامض" ..
هي التفاتة واحدة قلبت كل شيء في كياني , إنها هيَ ! يا إلاهي وكأني رأيتها بالأمس فقط , لم تتغير كثيراً رغم ما تبدو عليه من "حزنٍ دفين " .
تنظر للبحرِ تارة ولرجلٍ كان جالساً بجوارها يهم بالرحيل مع بقية الجالسين تارة أخرى .
*
ما أروع هذه "الطلةُ الملائكية" , جالسةٌ على كرسيها "كقطعة من الزمرد الأخضر" نُحتت بطريقةٍ عجائبية ..
تزوي مرارا بين حاجبيها المستقيمان , واللذان يشكلان مع أنفها
"نسراً محلقاً في الهواء فارداً جناحيه " .
لم أشعر لشدة استغراقي في " تأملها واستباحة مفاتنها المثيرة " , أنها تنظر ألي متعجبة من هذه الجرأة والوقاحة في التحديق أليها هكذا .
نعم لم أتاملك نفسي تجاه هذه المرأة المرهفة , التي "تُغير جمال المكان" ما إن تطأ قدماها فيه .
*
أشارت بيديها , اشارةً لم أفهم مغزاها , وكأنها تدعوني للأقتراب والجلوس معها بعد أن أصبحت وحيدة , وبعد لحظات من التفكر قررت الإقتراب منها والتحدث إليها ..
وما إن هممت بالتحرك نحوها حتى زمجر البحر بأمواجه العاتية مرة أخرى , غيرةً منها ومن أخذها " أحد عشاقه المخلصين ".
*
أهلا قالتها بصوتها الناعم الحزين " أنا فاتنة", ألم نلتقي قبلاً في مكان ما ؟
نعم في ذالك المقهى في آخر هذا الطريق كنت تجلسين وحدكِ تقرأين في أحد الزواية كعادتكِ دائما .
نعم صحيح تذكرتك , ولكن ما سر هذه النظرات المتكررة منك نحوي ؟ لا أعلم , ربما سرٌ غريب جذبني أليكِ .
زمت شفتيها الورديتان الممتلئتان , وأخذت تحدثني عن عشقها للبحر , يا ألهي " ما أكثر عشاقك " أيها البحر .
هي تحدثني وأنا أرتوي من هذا الجمال الساحر , وبين الحين والآخر أرى نظرة استفهام مبهمة في عينيها ! .
تبدو أجمل كثيراً من قريب , ويالروعة هذا "الخال" تحت عينيها اليمنى , كأنه أثر قبلةٍ ممنوحةً من القدر .
*
تجاذبنا أطراف الحديث , اكتشفنا أننا متشابهان لحدٍ بعيد , "وحدتنا غربتنا وعشقنا للبحر"..
متشابهان في كل شيء , سرعان ما انسجمنا في ودٍ لا يعرف مداه إلا الله .
رَنّ هاتفها الجوال وأخذت في الرد مبتسمة , هي تبتسم وكياني يذوب وينصهر من الداخل ,
" لم أرى في حياتي أجمل من هذا المنظر " , تمنيت أن لا ينتهي حديثها وابتسامتها الساحرة .
*
حسناً لقد تأخر الوقت وجب علي الذهاب , "تذهبين وأنا" ,
هل سنلتقي مجدداً , "لن أتركك وحيدة أبداً" .
لماذا لا ترد علي , فيما أنت شارد الذهن صامت ؟ .