الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

رواية ( نهاية حب ) - للكاتب الروسي " ليو تولوستوي "





هو ( الكونت ليف نيكولايافيتش تولوستوي ) . (1829م ـ 1910م) . من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر . ومن أعظم الروائين في نظر البعض .كان روائيا و مصلحا اجتماعيا وداعية سلام وكان مفكرا أخلاقيا .
من أشهر أعماله ( الحرب والسلام و آنا كارنينا ) وهاتين الروايتين تتربعان على قمة الأدب الواقعي . فهما تعطيان صورة واقعية عن الحياة الروسية في ذالك الزمن .
وكان ( ليو تولوستوي ) يكن احتراما خاصا " للأدب العربي " والثقافة العربية وأطلع على العديد من الحكايات العربية وذكر أنها تركت في نفسه أثرا كبيرا .
كفيلسوف أخلاقي اعتنق " تولوستوي " ( أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف ) وتبلور ذالك في كتاب ( مملكة الرب بداخلك ) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل ( غاندي و مارتن لوثر كينج ) .
*
وأشهر أعماله في آواخر حياته ( رواية البعث ) . واشتهرت أعماله بالجدية والعمق والطرافة والجمال .
ــــــــــ
رواية ( نهاية حب )
ــــــــــ
تتحدث عن الحب و فلسفة الأخلاق . وتقع أحداثها في بلاد ( القوقاز ) الروسية , والمختلفة اختلافا شاسعا عن طبائع بلاد الروس " موسكو " . وتبدأ القصة حينما تحل كتيبتان من الجيش الروسي للإقامة في هذه المنطقة . ومن ظمنهم " الأرستقراطي " النبيل صاحب الثروة " أولينين " بطل القصة ومحركها الأساسي . الذي يقع في حب فتاة قوقازية بسيطة (ماريانكا) " رائعة الجمال " وهكذا تبدأ الأحادث في سرد أدبي " غاية في الروعة " .
تغوص في التفاصيل الدقيقة لحياة القوقازيين دون شعورك بالملل على العكس من غالبية الأعمال . وسيذهب بك " تولوستوي " مع المناظر الطبيعة لغابات القوقاز في فلسفة " صراع " أخلاقي حول الحياة وصراع النفس وحب التملك والإيثار والعطاء . ومحاولة تغيير ما أعتدنا العيش عليه طوال حياتنا .
في مثل هذا المكان الجميل الغني بالطبيعة يبدأ تولوستوي في طرح آرائه " الفلسفية الأخلاقية " وناقدا بشكل غير مباشر " للإلحاد" المتفشي في صراع فكري مع النفس وقيمة الحياة .
( ما أنا فيه الآن هو السعادة الحقيقية ولاشك . إن السعادة الحقة في أن يحيا المرء لسواه لا لنفسه , هذه حقيقة لا ريب فيها . إن الشوق إلى السعادة شوق أصيل في قلب كل إنسان . فالسعادة هي الهدف المشروع للحياة , ولاكن هذا الهدف إذا جرب الإنسان تحقيقه بالسعي إلى المنفعة الشخصية واشباع مطامع الثروة والجاه والنفوذ والترف والعشق , فإنه يتعرض لما يحول دون تحقيق هذه الرغبات فينجم عن ذالك شقاء كبير . لماذا ؟ لأن هذه الرغبات والمطامع ليست هي الأهداف الحقيقية الشرعية للإنسان ) .
وهكذا تذهب بنا هذه الرواية نحو أسئلة " عميقة " تترسخ في لاوعي الإنسان على شكل أسئلة في حاجة لجواب ! وفي النهاية تترك الكثير من الأسئلة وعلامات الإستفهام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق