الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

الثقافة والحضارة


استغرق الجواب على مثل هذا السؤال لأحد المفكرين وهو " ولِ وايريل ديورانت " قرابة "الأربعين عاما" ليؤلف موسوعته الشهيرة " قصة الحضارة " في سبعة عشر مجلدا . 

أما "قولنا الحضارة جزء من الثقافة" فالعكس هو الصحيح "الثقافة هي جزء من الحضارة " .

 فتعريف الثقافة والحضارة ليس بالأمر اليسير . فهناك "عشرات التعريفات المتداخلة" .

 وكذالك هناك معاني عدة لمفردة "ثقافة" في اللغة العربية ومعاني عدة عند الغربيين "الأوروبيين والأمريكان" . 

إزاء هذه الأهمية الإجتماعية والعلمية "للثقافة" . حاول كثير من العلماء "الإجتماعين"منذ القرن الماضي وما زالوا يحاولون الوصول إلى تعريف أو تحديد "لمفهوم الثقافة" . 

وقد تستخدم لفظتي "ثقافة و حضارة" كمترادفتان في المعنى كما فعل "إدوارد تايلور " أحد أعلام "الإنثروبولوجيا" .

ويستخدم (الإنثروبولوجيين الأمريكان) مصطلح ( الإنثروبولوجيا الثقافية Cultural Anthropology) ليعني مجموع التخصصات التي تدرس النواحي الإجتماعية و الثقافية لحياة الإنسان بجانب دراسات أخرى مثل " الإركيولوجيا " وتختص بدراسة حضارات ما قبل التاريخ . و "علم اللغويات" ويختص بدراسة لغة الشعوب البدائية و اللهجات المحلية .
ــــــــ
* الثقافة *.
ـــــــــ
ولعل أقدم تعريف "للثقافة" وأكثرها انتشارا حتى الآن لقيمته التاريخية هو تعريف "إدوارد تايلور" الذي قدمه في أواخر القرن التاسع عشر في كتابه "الثقافة البدائية" .

 ويذهب فيه إلى ( أن الثقافة كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذالك من الإمكانيات أو العادات التي يكتسبها الإنسان بإعتباره عضو في المجتمع ) . 

وهناك استخدام شائع بين الناس لكلمة "ثقافة" بمعنى الفنون والأداب والتثقف العام . ويشار عادة في اللغة العربية إلى المثقف بإعتباره شخصا نال قسطا من التهذيب والخلق والمعرفة والمكانة العلمية وهذا التعريف يختلف جوهريا عما يمكن تسميته "بالإستخدام الأنثروبولوجي" لهذه الكلمة فهنا يمثل مفهوما رئيسيا ومدخلا أساسيا في "دراسة علم الإنسان" . 

وهناك إتجاهين من التعريفات "للثقافة" يتنافسان في التفوق أحدهما ينظر "للثقافة" على أنها ( تتكون من القيم والمعتقدات والمعايير والتفسيرات العقلية والرموز والإيديولوجيات وما شاكلها من المنتجات العقلية ) . " أي مجالها العقل ". 

أما الآخر فيرى "الثقافة" على أنها ( تشير إلى النمط الكلي لحياة شعب ما . والعلاقات الشخصية بين أفراده وكذالك توجهاتهم ) .

ولعل من أبسط التعريفات "للثقافة" وأكثرها وضوحاً تعريف أحد علماء الإجتماع المحدثين وهو " روبرت بيرستد " الذي ظهر في أوائل الستينيات حيث عرفها بقوله :

 ( إن الثقافة هي ذالك المركب الذي يتألف من كل ما نفكر به أو نقوم بعمله أو نمتلكه كأعضاء في مجتمع ما ) .

" وهو تعريف للثقافة بمحتواها الفكري و السلوكي والمادي" . 

فإن قلنا : إن الثقافة ( هي مجموع المعلومات التي يقوم عليها نظام حياة أي شعب من الشعوب . فهي على هذا "أسلوب حياته ومحيطه الفكري ونظرته إلى الحياة . ولابد أن تكون خاصة به ونابعة عن ظروفه وإحتياجاته وبيئته الجغرافيا وتطور بلاده التاريخي و الحضاري فهي إذن "محلية" عكس "الحضارة" فقد تكون إقليمية أو عالمية .

( فالثقافة هي ركيزة للحضارة ) . " والثقافة تتفاعل وتنمو " عكس الحضارة فقد تندثر وتموت عندما تصل إلى ذروتها . كما أندثر الكثير من الحضارات القديمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق