الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

فاتنة ..



كما هي عادتي وبعد رحيل الساهرين على شاطئ هذا البحر الحزين "كحزني" , في مكاني المفضل ..

 أنظر بعين متأملة طلوع أشعة الشمس وانتشارها على سطحه "الأزرق" .

 ولم يطول وقوفي حتى حياني بتحيته "المزمجرة الأمواج " مخاطبني كعاشقين متوحدين في ذاتٍ واحدة . 
*
ضحكات متعالية من القريب , لم أهتم كالعادة رغبةً في "هذا التوحد مع هذا المحب الغامض" ..

هي التفاتة واحدة قلبت كل شيء في كياني , إنها هيَ ! يا إلاهي وكأني رأيتها بالأمس فقط , لم تتغير كثيراً رغم ما تبدو عليه من "حزنٍ دفين " .

 تنظر للبحرِ تارة ولرجلٍ كان جالساً بجوارها يهم بالرحيل مع بقية الجالسين تارة أخرى . 
*
ما أروع هذه "الطلةُ الملائكية" , جالسةٌ على كرسيها "كقطعة من الزمرد الأخضر" نُحتت بطريقةٍ عجائبية ..

 تزوي مرارا بين حاجبيها المستقيمان , واللذان يشكلان مع أنفها
 "نسراً محلقاً في الهواء فارداً جناحيه " . 

لم أشعر لشدة استغراقي في " تأملها واستباحة مفاتنها المثيرة " , أنها تنظر ألي متعجبة من هذه الجرأة والوقاحة في التحديق أليها هكذا .

نعم لم أتاملك نفسي تجاه هذه المرأة المرهفة , التي "تُغير جمال المكان" ما إن تطأ قدماها فيه .
*
أشارت بيديها , اشارةً لم أفهم مغزاها , وكأنها تدعوني للأقتراب والجلوس معها بعد أن أصبحت وحيدة , وبعد لحظات من التفكر قررت الإقتراب منها والتحدث إليها ..

وما إن هممت بالتحرك نحوها حتى زمجر البحر بأمواجه العاتية مرة أخرى , غيرةً منها ومن أخذها " أحد عشاقه المخلصين ". 
*
أهلا قالتها بصوتها الناعم الحزين " أنا فاتنة", ألم نلتقي قبلاً في مكان ما ؟
نعم في ذالك المقهى في آخر هذا الطريق كنت تجلسين وحدكِ تقرأين في أحد الزواية كعادتكِ دائما .  

نعم صحيح تذكرتك , ولكن ما سر هذه النظرات المتكررة منك نحوي ؟ لا أعلم , ربما سرٌ غريب جذبني أليكِ .

 زمت شفتيها الورديتان الممتلئتان , وأخذت تحدثني عن عشقها للبحر , يا ألهي " ما أكثر عشاقك " أيها البحر . 

هي تحدثني وأنا أرتوي من هذا الجمال الساحر , وبين الحين والآخر أرى نظرة استفهام مبهمة في عينيها ! .

تبدو أجمل كثيراً من قريب , ويالروعة هذا "الخال" تحت عينيها اليمنى , كأنه أثر قبلةٍ ممنوحةً من القدر . 

*
تجاذبنا أطراف الحديث , اكتشفنا أننا متشابهان لحدٍ بعيد , "وحدتنا غربتنا وعشقنا للبحر"..

 متشابهان في كل شيء , سرعان ما انسجمنا في ودٍ لا يعرف مداه إلا الله .
 رَنّ هاتفها الجوال وأخذت في الرد مبتسمة , هي تبتسم وكياني يذوب وينصهر من الداخل ,

 " لم أرى في حياتي أجمل من هذا المنظر " , تمنيت أن لا ينتهي حديثها وابتسامتها الساحرة .

*
حسناً لقد تأخر الوقت وجب علي الذهاب , "تذهبين وأنا" ,

هل سنلتقي مجدداً , "لن أتركك وحيدة أبداً" .

لماذا لا ترد علي , فيما أنت شارد الذهن صامت ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق